(صباح الورد .. شكرا جزيلا لك .. عيونك الحلوة .. أسأل عنك.. ههههه.. ) وماالى ذلك ..
هكذا تبدأ معظم المحادثات على النت والمراسلات التي تتم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي واشهرها الفيس بوك.. هذا فيما تمس الحاجة الى نظرة ورؤية نقدية أخرى لوسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي الحديثة .. رؤية قائمة على اساس فلسفة اجتماعية مثمرة وصادقة .. لاتدع العين وفقها تقع الا على ماهو اصيل ونقي وجميل وصادق.. وهو الامر الذي جعل الكثير ممن يتحرون الصدق في العلاقة الاجتماعية ينسحبون من هذه المواقع والوسائل والغاء وتجاهل كل من يعرفونهم فيها عدا بعض الاصدقاء الطيبين والمخلصين الواعين..
تسأل أحدهم : لماذا ؟ يجيبك : ( صدقني لا لشي.. بس تعبت من المجاملات.. واعرف انهم ليسو صادقين.. مجرد كلام يقال.. ولااحبذ هذا الشي.. لهذا تراني وحيدة دائما.. او اقطع معرفتي بمن لايستحق.. )!!
أقول هنالك رؤية خاصة لمواقع التواصل الاجتماعي هذه، نحن جعلناها بحيث تأخذ منا أكثر مماتعطينا.. تأخذ منا خصوصياتنا وتشكلها بهيئة قنوات اعلامية ومنابر ربحية وتجارية لها .. وهي قائمة بنا وبدوننا هي لاشيء لا وجود لها.. لكنها لاتعطينا سوى المجاملات غير المبنية على الصدق والعواطف المنفعلة بلحظاتها غير المدروسة وتقوم في معظمها على اساس التوافق الخداع والصدفة وتبادل المصالح..
أجابني أحدهم ذات يوم بأنه يتفق معي في هذا الكلام ، متحدثا عن تجربته قائلا: (انا اعرف حدودي جيدا.. كنت اتواصل ظنا مني انني سأجد اناسا يصدقون.. لكن واقعهم مثل اختبائهم خلف النت تماما)!!
ففي رأيي أن القضية بحاجة الى الصدق مع الذات حتى يكون هناك صدق مع الاخرين اذا استثنينا النخبة وهؤلاء ايضا مبتلون بامور اخرى ، كل واحد ملتقي مع نقيضه ولايتعرف على نظيره..
وهمست في أذني إحدى الصادقات ؛ ( يوميا كنت اجد ( اوف لاينات ) لزملاء عمل لمجرد انهم يجب ان يتواصلوا ولاتفوتهم الفرصة التي لاتتعوض للحديث معي.. ليس غرورا بل تقريرا لواقع عشته .. وحينما ينصدمون بصدي لهم يقولون : فرصة سعيدة.. او انت معقدة !! وقد يأتي أحدهم بخطاب مغاير ويقول : انا افهمك جيدا وانا رجل افهم كيف يفكر الرجال .. لكن الفرق انيي ابحث عن شيء آخر عقلي عاطفي اكثر مما هو جسدي .. لذلك تفكيري افضل واعقل!! ولأنني بطبعي لا احصر تفكيري بحدود الكلام والادعاء أفسح المجال له ليتحدث لكن بمجرد خوضه الكلام معي يبدأ بطرح الهدف من العلاقة فأجيبه بمأجيب به غيره ينصدم ويبتعد) !!
والظاهر أن الجميع متعودون على نمط معين وينهزمون لان الكلام واللقاء الاجتماعي عبر النت يحدث اختلافا في التوقعات ويكشف عن اختلاف في جهة البحث بينهما.. ولأن لسائد من تفكير الشباب اليوم مثل ماهم يفكرون فينصدمون اذا واجهوا احدى المتميزات المتعقلات فتصبح مكروهة مختلفة بالنسبة للغالب فهي تدفع ضريبة التزامها..
وأخير أقول لها كما أقول لكل الملتزمين : اصبروا (والعاقبة للمتقين).. وتصرفوا وفق مايمليه عليكم ضميركم وشخصيتكم الاجتماعية بكل ماتحفل به فكرا وعقلا وحضورا وان لاتتعودوا على تردد الآخرين وقلقهم النفسي وتخوفهم من الصدق مع الذات فالمتحدث على النت ليس فيه استاذ وتلميذة .. في هذه الحياة وفي هذا الأمر بالذات انت لست تلميذة ياسيدتي الجميلة بل استاذة يستفيد الرجل من تجاربها وحكمها مثل ما يريد يفيدها بتجاربه بلافرق .. انت بالنسبة له كيان ووجود رائع وراقي وله خصوصيته الفكرية والشخصية وهذا معنى المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق